الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا: أعز الأصدقاء
تعتبر حقوق الإنسان، التي أصبحت جزءاً من كياننا وتركيبتنا الجينية، أهمية قصوى لأهداف السياسة الخارجية البريطانية. وهذا ما قاله المتحدث بإسم وزارة الخارجية البريطانية بدون مواربة لدى انتقاد اللجنة المنتقاة للشؤون الخارجية الحكومة البريطانية لرفضها دعم مقاطعة سباق الجائزة الكبرى في البحرين
20/10/2012
الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا: أعز الأصدقاء
http://www.guardian.co.uk/world/2012/oct/19/uae-britain-best-friends?INTCMP=SRCH
وزراء الخارجية يستمرون بمنح الإمارات غطاء من الاحترام لا يستحقه نظامها القمعي
مقال
صحيفة الغارديان، الجمعة 19 تشرين الأول 2012
تعتبر حقوق الإنسان، التي أصبحت جزءاً من كياننا وتركيبتنا الجينية، أهمية قصوى لأهداف السياسة الخارجية البريطانية. وهذا ما قاله المتحدث بإسم وزارة الخارجية البريطانية بدون مواربة لدى انتقاد اللجنة المنتقاة للشؤون الخارجية الحكومة البريطانية لرفضها دعم مقاطعة سباق الجائزة الكبرى في البحرين. فهل هي جزء من التركيبة الجينية لأليستر بورت؟ فقد أمطر وزير شوؤن الشرق الأوسط هذا دولة الإمارات العربية المتحدة بعبارات المديح والصداقة هذا الأسبوع في كلمته أمام منتدى أبوظبي الرابع للاستثمار.
تعتبر الإمارات العربية المتحدة أموراً كثيرة للعديد من الناس. فهي مثلاً موطن 100 ألف مواطن بريطاني. وهي أيضاً سوق الصادرات البريطانية السادس عشر من حيث الضخامة حيث وصلت قيمة الصادرات العام الماضي 4.7 مليار جنيه. وفي الوقت نفسه فهناك استثمارات إماراتية كبيرة في أنحاء بريطانيا كمبنى سكاي لاين الإمارات وبوابة لندن أو حتى فريق مانشيستر سيتي لكرة القدم.
أما بالنسبة لبعض مواطنيها، فلدولة الإمارات وجه آخر ألا وهو الملكية مطلقة السلطة ذات العقلية المتحجرة التي تقمع المتظاهرين السلميين وتزج بـ 64 ناشط سياسي وحقوقي في غياهب السجون وتجرد مواطنين آخرين من جنسياتهم وتتصرف بشكل يجعل بن علي ومبارك يتلألؤون فخراً. وفي حقيقة الأمر، فعندما فرّ الرئيس الأمني لحسني مبارك، عمر سليمان، من مصر لم يكن الأمر من قبيل الصدفة أنه ذهب للإمارات.
ويعتبر حكام الإمارات متحجرون لأن ما يحدث في بقية العالم العربي، وفي مصر بالتحديد، يحصل لديهم أيضاً. لكن المجتمع الإماراتي متناغم ومتجانس ولا يشوبه الشقاق بين السنة والشيعة كما هو الحال في البحرين أو المملكة العربية السعودية. وهذا يعني أنه ليس بإمكان المتشددين في الحكومة الاتحادية أمثال الأخ غير الشقيق للشيخ خليفة، محمد بن زايد، أن يلوم إيران على المشاكل في الإمارات. هم يلقون باللوم على الإخوان المسلمين، وهي المنظمة التي شجبها الشيخ عبدالله بن زايد بقول إنها تزحف على سيادة الدول ونزاهتها.
إن الأمر الوحيد الذي يزحف على الإمارات في حقيقة الأمر هو الحاجة لإصلاح ديمقراطي. وفي حالة دولة الإمارات، تم التعبير عن هذا الأمر باعتدال وسلمية بشكل التماس قدّم لرئيس الدولة في آذار من العام الماضي، يطالب بتأسيس جمعية وطنية منتخبة إذ أن الوضع القائم حالياً هو أن 30% فقط من المواطنين الإماراتيين مسموح لهم انتخاب نصف أعضاء الجمعية فقط. وكان الموقعين على الالتماس علمانيون وإسلاميون، لكن ردة الفعل كانت شرسة إذ أعقب تقديمه موجات من الاعتقالات واحتجاز المواطنين دون السماح لهم بالتواصل مع العالم الخارجي واعتقال المحامين والحبس الانفرادي وصنوف من الضرب المبرح المنتظم.
إن ما يجعل من مسألة دولة الإمارات أمراً مثيراً للاهتمام هو غطاء الاحترام الذي تستمر بريطانيا في اعطائها إياه. إذا ما تجاهلت رغبات مواطنيها فستتخوف دولة الإمارات على سمعتها الدولية، وهذا أمر يحميه السيد بورت ويقوم بتجميله. هل يعتبر دعم حكم الفرد المطلق في عالم ما بعد الربيع العربي جزء من التركيبة الجينية لكيان بريطانيا أيضاً؟ السيد بورت هو أيضاً وزيرٌ لمنطقة شمال أفريقيا حيث تقوم بريطانيا بدعم حكومات الإخوان المسلمين.