صحف عالمية تهاجم الإمارات بعد الحكم بالمؤبد على أكاديمي بريطاني
عبرت صحيفة “الجارديان” البرطانية عن استنكارها الشديد للحكم الذي صدر بحق الباحث البرطاني “ماثيو هيدجز” معتبرة الحكم خرقا لحقوق الإنسان، .
عبرت صحيفة “الجارديان” البرطانية عن استنكارها الشديد للحكم الذي صدر بحق الباحث البرطاني “ماثيو هيدجز” معتبرة الحكم خرقا لحقوق الإنسان، .كما أبدت الصحيفة سخريتها من قمة التسامح العالمية التي أعلنت عنها دولة الإمارات لتقدّم نفسها دولة تقدمية وإنسانية تحتفي بالتنوّع والحوار قائلة: “كان هذا الأسبوع الماضي، أما اليوم فقد تم سجن الطالب البريطاني ماثيو هيدجز مدى الحياة بشكل أدهش الدبلوماسيين، وكذا أصدقاءه وداعميه، وأرسل الحكم رعدة للأكاديميين الذين يتعاملون مع الإمارات ويهتمون بها، ولم يكن القرار ظلماً فحسب، لكنه صفعة في وجه جيرمي هانت بعد لقائه الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد، وكان ينتظر نتيجة جيدة”.
وكان هيدجز قد اعتقل لمدة خمسة أشهر في زنزانة انفرادية، دون السماح له بالاتصال بمحاميه، وأكدت عائلته انه كان يتناول الأدوية، كما طلب منه التوقيع على ورقة مكتوبة باللغة العربية لم يكن قادراً على قراءتها، مشيرة إلى أن الحكم جاء في جزء منه مستنداً إلى “اعتراف” دون تقديم معلومات حول أساس الإدانة والحكم، ولم يحضر محاميه في جلسة نطق الحكم، ولم تستغرق الجلسة سوى خمس دقائق.
وأكدت الصحيفة ان هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان لا تثير الدهشة بحد ذاتها، فقبل ثلاثة أعوام عبّر خبير بريطاني عن قلقه العظيم من هذه الانتهاكات وغياب الإجراءات القانونية المُناسبة، خاصة في القضايا المتعلّقة بأمن الدولة، فالإمارات هي دولة شمولية/ ديكتاتورية، واتخذت منعطفاً حاداً منذ الربيع العربي عام 2011، خاصّة في الاعتقال الجماعي لما يعرف الـ (92 إماراتياً)، وحكم في هذا الربيع على الأكاديمي ناصر بن غيث، والمدافع عن حقوق الإنسان الحائز جوائز أحمد منصور، بالسجن لمدة عشرة أعوام”.
وترى الصحيفة أن “سجن مواطن لدولة حليفة دون وجود إثباتات يعدّ سابقة، وكان هيدجز، طالب الدكتوراه في جامعة درام يجري بحثاً عن الأمن والخارجية في الإمارات في مرحلة ما بعد الربيع العربي عندما اعتقل، وأكّدت عائلته أنه بريء، وأن المُخابرات البريطانية الخارجية (أم آي6) أكّدت لها أنه لم يكن يعمل لصالحها، فمن المُحتمل أنّ الإمارات لم تصدق حليفها، وهذا كله لا يفسر الانعطافة لمئة وثمانين درجة، ويرى خبراء أن الطالب أصبح ورقة ضغط، ولاحظ خبير أن الحكم صدر بعد أن تقدّمت بريطانيا بمشروع قرار في مجلس الأمن في الأمم المُتحدة لوقف الحرب اليمنيّة، حيث تقود السعودية والإمارات حرباً ضدّ المُتمرّدين الحوثيّين”.
من جهتها نشرت صحيفة “التايمز” مقالاً افتتاحياً لتناول القضية تحت عنوان “ظلم فادح”، حيث اعتبرت الحكم الذي أصدرته الإمارات على طالب الدكتوراه في جامعة “دَرم” يمثل “أزمة دبلوماسية بالدرجة الأولى”.
وذكر المقال أنه بعد خمسة أشهر من الحبس الانفرادي، الذي لم يكن لدى “ماثيو هيدجز” فيه أي فرصة للاطلاع على الصحف أو أي وسائل تسلية أخرى، حُكم على هيدجز بالسجن مدى الحياة، بعد أن اتهمه النائب العام الإماراتي، حمد الشامسي، بـ”تعريض الأمن العسكري والسياسي والاقتصادي للدولة للخطر” .
هذه الاتهامات الموجهة إلى هيدجز تبدو “واهنة”،على حد تعبير الصحيفة وتنقل عن محاميه قوله إنه لم يكن في دفتر ملاحظاته أي معلومة مستخلصة من معلومات سرية، وتضيف أنه بمعزل عن فقر القضية الموجهة ضده، فإن العملية التي خضع لها هيدجز تمثل ظلماً صادماً. “التايمز” أضافت أيضا ان هيدجز لا يتقن العربية تحدثاً أو قراءة، وهذا ما يفسر توقيعه على ورقة اعتراف تحت الضغط، كُتبت له بلغة لا يفهمها.
وبالنظر الى العلاقات الوثيقة بين بريطانيا والإمارات، قالت الصحيفة انه : “إذا أرادت الإمارات الحفاظ على صداقتها لبريطانيا، فعليها إطلاق سراح هيدجز”.
وانتقدت زوجة هيدجز، في مقابلتها مع الصحيفة، تعامل الخارجية البريطانية مع هذه القضية، متهمة إياها بأنها “لم تتعامل بجدية مع قضية اعتقاله”، ومشددة على القول: إن “ماثيو بريء، والخارجية تعرف جيداً ذلك، وأوضحت للسلطات الإماراتية أنه ليس جاسوساً لها”. كما أضافت : “يجب على الحكومة البريطانية أن تتخذ موقفاً الآن من أجل ماثيو، أحد مواطنيها”.