جريمة ضد الإنسانية ترتكبها السلطات الإماراتية بحق معتقلة رأي تصارع مرض السرطان
تواجه معتقلة الرأي الإماراتية علياء عبد النور ظلما وموتا بطيئا بطريقة متعمدة من السلطات الإماراتية حيث بات شبح الموت يلاحقها بعد تفشي مرض السرطان بكامل جسدها نتيجة للإهمال الطبي الذي تعرضت له منذ اعتقالها في 2015.
تواجه معتقلة الرأي الإماراتية علياء عبد النور ظلما وموتا بطيئا بطريقة متعمدة من السلطات الإماراتية حيث بات شبح الموت يلاحقها بعد تفشي مرض السرطان بكامل جسدها نتيجة للإهمال الطبي الذي تعرضت له منذ اعتقالها في 2015.
ويعبّر مركز الإمارات لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه على وضع علياء الصحي ويطالب بالإفراج عنها فوراً وتمكينها من الاجتماع بعائلتها التي لطالما حُرمت زيارتها حتى وهي في هذا الوضع الصحي الحرج والخطير.
كما يؤكد مركز الإمارات أن الحرمان من الرعاية الطبية اللازمة والمختصة الذي تعرضت له المعتقلة علياء هو انتهاك خطير لحقوق الإنسان وتعدي صارخ وواضح على القوانين المحلية والدولية التي تنص على حق كل المعتقلين في العناية الطبية والمعاملة الإنسانية ناهيك عن منع عائلها من زيارتها ومعرفة أخبارها والاطمئنان عليها.
إن حياة هذه المعتقلة التي هي مواطنة إماراتية وجريمتها الوحيدة أنها كانت تساعد فقراء ومتضرري الحرب السورية عن طريق جمع التبرعات لهم، باتت اليوم على المحك والسلطات لا تحرك ساكنا حتى لمنحها فرصة لقاء أخير مع أحبابها من أفراد عائلتها بسلام.
تعرضت علياء عبد النور للاعتقال بتاريخ 29 يوليو/تموز 2015، ثم تعرضت للإخفاء القسري في مكان مجهول لمدة أربعة أشهر دون السماح لها بالتواصل مع أسرتها، ودون الإفصاح عن أي معلومة تخص مصيرها لأي جهة، ثم تم عرضها فيما بعد على الجهات القضائية، ومحاكمتها بتهمة تمويل الإرهاب والتعامل مع إرهابيين خارج البلاد، قبل أن يحكم عليها بالسجن عشر سنوات.
منذ لحظة اعتقالها وعلياء تتعرض لكل أشكال التعذيب وسوء المعاملة فطوال الأشهر الأربعة الأولى من الاعتقال، كانت علياء رهينة إخفاء قسري في زنزانة انفرادية دون فراش أو غطاء وقد تم منع الزيارة عنها أصلا.
تحدثت علياء عن معاناتها في تسجيل صوتي مسرب من السجون الإماراتية كشفت فيه هول ما تتعرض له وبقية السجينات من تعذيب وتنكيل حيث يتم تقييد أطرافها بإضافة الى إجبارها على الوقوف ساعات طويلة وشتمها وضربها.
تدهورت صحة علياء أكثر بسبب سوء المعاملة والإهمال الطبي حيث بدأ مرض السرطان بالانتشار أكثر في جسدها ولكن السلطات الإماراتية اكتفت بنقلها إلى مستشفى المفرق الحكومي، وهناك تواصلت معاناتها حيث لم تتلق سوء أدوية مهدئة وحقن مخدرة لا علاقة لها بالعلاج اللازم لمرض السرطان.
في 10 يناير/كانون الثاني الماضي نُقِلت علياء إلى مستشفى “توام” بمدينة العين الإماراتية دون إعلام عائلتها ودون أو حتى تبرير هذا الإجراء.
تم احتجاز علياء مقيدة إلى سرير في غرفة دون تهوية، ورفضت النيابة العامة في الإمارات السماح بنزع القيود رغم صعوبة وضعها الصحي حيث أنها لم تعد تستطيع الوقوف والمشي دون مساعدة بعد استشراء المرض في جسمها.
وقد اعترفت جهات طبية إماراتية بدقة وضعها ومشارفتها على الموت ما دفع عائلة علياء بالاستنجاد بأعلى سلطة قضائية في الإمارات ولكن دون جدوى حيث لم تلق استغاثتاهم أي تحرك أو استجابة من طرف السلطات الإماراتية.
في دولة الإمارات التي أطلقت شعار “التسامح” لعام 2019 وأنشأت وزارة سعادة وتسامح وروجت لنفسها صورة براقة تحترم الاختلاف وتدعو للتعايش، تظل ناشطة سلمية رهن الاعتقال وهي، بشهادة الأطباء، تصارع شبح الموت بسبب السرطان وقد تكون أيامها معدودة.
إن مركز الإمارات لحقوق الإنسان يحث المجتمع الدولي من أجل التدخل العاجل والفاعل لوقف هذه الجريمة الحقوقية والمطالبة بالإفراج الطبي عن علياء عبد النور ، ويدعو على وجه خاص الحكومة الإماراتية لإنهاء هذه المعاناة ومنح علياء فرصة اللقاء مع عائلتها فربما لم يعد هناك من الوقت أمام علياء لإكمال فترة حكم بالسجن ل 10 سنوات.