رفضت السلطات الإفراج عنها وتركتها مقيدة في سريرها: وفاة معتقلة الرأي الإماراتية علياء عبد النور بعد صراع مع السرطان

ببالغ الأسى والحزن تلقى مركز الإمارات لحقوق الإنسان خبر وفاة معتقلة الرأي علياء عبد النور بعد رحلة قاسية مع مرض السرطان. وقد علم المركز أنه سيتم تشييع جثمانها الى مثواه الأخير اليوم السبت 04مايو/2019.

ببالغ الأسى والحزن تلقى مركز الإمارات لحقوق الإنسان خبر وفاة معتقلة الرأي علياء عبد النور بعد رحلة قاسية مع مرض السرطان. وقد علم المركز أنه سيتم تشييع جثمانها الى مثواه الأخير اليوم السبت 04مايو/2019.

أخيرا غادرت علياء حبسها وقيدها الذي لازمها رغم المرض الذي استشرى في جسدها وعدم قدرتها على المشي ولكن ليس بعفو رئاسي أو تطبيقا لشعار” التسامح” بل لأن الموت كان هو الحرية حيث لم تصمد أكثر من أربع سنوات أمام مرض انتشر في كامل وجسدها وسلطات تنتهك كل حقوقها منذ لحظة اعتقالها.

وفاة علياء عبد النور كشفت حجم الظلم الذي قد يتعرّض له معتقل رأي في السجون الإماراتية فقد ناشدت عبد النور هي وعائلتها أكثر من مرة السلطات من أجل الإفراج الصحي عنها الا أن التجاهل التام كان الرد الوحيد.

حُكمت علياء ب 10 سنوات سجن بسبب نشاطها الخيري المتمثل في مساعدة العائلات السورية المتضررة من الحرب وقد اعتقلها جهاز أمن الدولة في 29 تموز/ يوليو 2015، واحتجزها في مكان سرّي تعرضت خلالها للتعذيب وسوء المعاملة حيث تعمّدوا وضعها في غرفة غير مجهزة بأبسط مقومات العيش كالنظافة والغطاء والتهوية اللازمة.

رغم ثبوت مرض علياء بالسرطان فان سلطات السجن لم تقدم لها التدخل الطبي اللازم لحالتها بل تم اهمالها والتنكيل بها مما اضطرّها للاستغاثة في تسريب صوتي من داخل السجن من أجل التدخل ووقف معاناتها وقد تعاطفت معها جهات حقوقية عديدة وطالبوا بالإفراج عنها ولكن لم تستجب السلطات واكتفت بنقلها لمستشفى ليس من اختصاصها مرض السرطان واستمر التلاعب بصحتها حتى انتشر المرض بكامل جسدها وباتت أقرب للموت من الشفاء.

ومع تزايد التنديدات الحقوقية بما تتعرّض له علياء من اهمال طبي متعمد تم نقلها لمستشفى التوام المختص في الأمراض السرطانية ولكن بعد فوات الآوان حيث بلغت مرحلة متقدمة جدا من المرض وباتت أيامها معدودة ورغم ذلك تم تقييدها داخل غرفة المستشفى ووضعها تحت الحراسة ورفض الإفراج الطبي عنها.

لم يكن كافيا خطورة وضع علياء ولا استغاثة عائلتها ولا حتى مطالبة خبراء الأمم المتحدة بالإفراج الفوري عنها حتى تسمح لها السلطات الإماراتية بقضاء آخر أيامها وسط أهلها.

وبالنظر لكل الانتهاكات التي طالت المواطنة الإماراتية علياء عبد النور منذ لحظة اعتقالها الى غاية وفاتها، يحمّل مركز الإمارات لحقوق الإنسان السلطات الإماراتية المسؤولية في كل ما تعرضت له من معاناة ظلما وبهتانا. كما ويطالبها باحترام حقوق معتقلي الرأي داخل السجون والإفراج عنهم دون قيد أو شرط ووقف سياسة القمع ضد الأنشطة الحقوقية.

ويناشد مركز الإمارات المجتمع الدولي التدخل لمنع تكرار هذه الجريمة المؤلمة في حق بقية المعتقلين الذين يعانون من نفس الظروف القاسية التي مرت بها علياء عبدالنور، وحتى يدركوا الحرية قبل أن يدركهم الموت في زنازين أجهزة أمن الإمارات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى