برنامج تجسس إماراتي استهدف نشطاء وإعلاميين ومسؤولين في الداخل والخارج
كشف تقرير خاص نشرته وكالة الأخباء العالمية “رويترز” أن السلطات الإماراتية جندت عملاء استخبارات من أمريكا للقيام بمهة تجسس كبيرة استهدفت سياسيين ر ونشطاء حقوقيين وصحفيين وغيرهم خاصة مع بداية الربيع العربي.
جاء في التقرير الذي كان تحت عنوان “صنع في أمريكا“ قيام مسؤول سابق في المخابرات الأمريكية بتأسيس وحدة تجسس داخل الإمارات بطلب من أبوظبي للتجسس على الآلاف من الناس حول العالم، بمن فيهم قادة اتحاد الفيفا وأمير قطر وشقيقه ونشطاء في الداخل والخارج.
ويتبين من خلال التقرير تورط مسؤولين أمريكيين سابقين، بينهم مدراء تنفيذيون في “البيت الأبيض”، في العمل على إنشاء وتطوير وإدارة هذا المشروع الاستخباراتي الإماراتي تحت عنوان “وحدة تحليل واستثمار بحوث التنمية” “DREAD”.
وحسب وكالة “رويترز” فإن المسؤول الأميركي ريتشارد كلارك، الذي عمل سابقاً منسقاً لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي الأميركي، ساعد الإمارات في عمليات التجسس برفقة مسؤولين أميركيين أمنيين سابقين، وأسسوا وحدة استخبارات تحمل اسم “رايفين”.مضيفة أنّ السلطات الفيدرالية الأميركية تحقق في المشروع الاستخباري الإماراتي، موضحة أنه تم من خلاله اختراق عناوين البريد الإلكتروني في “غوغل” و”هوتميل” و”ياهو”.
يذكر أن التقرير تحدث عن 10 آلاف وثيقة تتحدّث بالتفصيل عن البرنامج الاستخباراتي الإماراتي الذي بدأ عام 2008.
حجة مكافحة ومحاربة الإرهاب كانت وسيلة الإمارات لجذب العشرات من المتعاقدين الأمريكيين في مجال المخابرات داخل وخارج وحدة اختراق سرية على مدار عقد من الزمان لكن ومع مرور الوقت، أصبحت المهمة أقل تركيزاً على الارهاب وتوجهت لاستهداف الخصوم السياسيين للامارات في الداخل والخارج.
بداية الربيع العربي في 2011 دفع الإمارات لتكثيف عملياتها الاستخباراتية حيث نقلت “رويترز” أنّ المسؤولين الأمنيين الإماراتيين ساورتهم مخاوف من أن تجتاح الانتفاضة بلادهم وقاموا بنقل نشاطهم من مواجهة التهديد الإرهابي إلى مستوى آخر، أطلقت عليه أبو ظبي “أهداف الأمن القومي”، ليبدؤوا في حملة قمع موسعة استهدفت المعارضين، وغيرهم ممن رأت أنهم يشكلون تهديداً سياسياً لها.
وكان من بين الأهداف التي تعرّضت لهجمات المشروع الإماراتي، الذي أشرف عليه خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، نجل ولي العهد الإماراتي، كلا من “FIFA” والأمم المتحدة ودبلوماسيين وعاملين في منظمات حقوق إنسان.
وأضاف التقرير أن عاملون أمريكيون ساعدوا في استهداف حسابات على جي ميل وفيسبوك تخص أحمد غيث السويدي، وهو اقتصادي إماراتي وعضو بجماعة الإخوان المسلمين، في 2011. وأظهرت وثائق البرنامج أن المتسللين أبلغوا في يناير كانون الثاني من عام 2012 أن السويدي وقع وثائق على البريد الإلكتروني تجعل زوجته المسؤولة عن أصوله في حال حدوث أي شيء له.
وبعد شهرين أُلقي القبض على السويدي وأُودع سجنا سريا قال إنه تعرض فيه للتعذيب وأُجبر على التوقيع على اعتراف وفقا لمنظمة العفو الدولية. وأدين في عام 2013 في إطار محاكمة 94 ناشطا متهمين بالتحريض على قلب نظام الحكم وصدر عليه حكم بالسجن عشر سنوات. وقال صديقه الناشط محمد الزعبي إن السويدي لم يدع قط لانقلاب وإنما كان يطالب فقط بإصلاح سياسي.
وذكر التقرير أنه في “عام 2012 استهدف البرنامج حسابات على هوتميل وجوجل تخص خمسة من العاملين في مؤسسة كونراد أدينور وهي جماعة ألمانية مناصرة للديمقراطية كانت في ذلك الوقت تضغط من أجل المزيد من حريات الصحافة والتعبير في الإمارات. واعترض دريد رسائل من حساب على جي ميل يخص أحد مدراء المؤسسة. وجاء في رسالة من أحد المديرين لموظف لديه ”أظن أن جميع قنوات الاتصال“ قد تم تحييدها.” وبلغ الامر حسب التقرير أن السفير الألماني لدى الإمارات استُدعي للقاء مسؤولين من وزارة الشؤون الخارجية الإماراتية قالوا إنه يتعين على المؤسسة الألمانية غير الهادفة للربح مغادرة البلاد.
وقال عامل سابق في (دريد) إنه في عام 2017 تم اختراق البريد الإلكتروني لناشطة حقوق الإنسان السعودية لجين الهذلول بعد أن حاولت تحدي حظر على قيادة النساء للسيارات في المملكة. وقبل ذلك بثلاث سنوات اعتقل السعوديون الهذلول التي كانت تدرس في الإمارات بعد أن حاولت القيادة عبر الحدود وسجنوها 73 يوما.
وأعطى العاملون في (دريد) الذين يراقبون لجين الهذلول الناشطة اسما حركيا هو السيف الأرجواني. وفي عام 2018، وقبل بضعة أسابيع من صدور مرسوم ملكي يسمح للنساء لأول مرة بقيادة السيارات في المملكة، اعتقلت قوات الأمن بالإمارات لجين الهذلول مرة أخرى في أبوظبي وأعادتها بطائرة خاصة لبلدها. وسجنتها قوات الأمن السعودية لدى وصولها لاتهامات بالتحريض وإثارة الفتن وقال شقيقها وليد الهذلول لرويترز إنهم عذبوها في منشأة سرية خارج جدة وإنها ما زالت محتجزة بها.
يمكنك الاطلاع على تقرير وكالة “رويترز” كاملا عبر الرابط التالي: https://bit.ly/2RJO1sV