إبراهيم المرزوقي
من هو إبراهيم المرزوقي ؟
إبراهيم حسن علي حسن المرزوقي (47 عامًا)، هو أستاذ من أهم المدرسين الذين عرفتهم الدولة الإمارتية، وهو خريج معهد بني ياس لتحفيظ القران الكريم، ولديه درجة البكالوريوس في الآداب، تخصص دراسات إسلامية من جامعة الامارات العربية المتحدة.
درّس ابراهيم المرزوقي لأكثر من 15 عاماً في عدد من مدارس الدولة، منها: ثانوية السمحة، كما تقلد العديد من المناصب منها مدير البرامج في مؤسسة شباب أبو ظبي التربوية، ونائب رئيس جمعية الدراسات الإسلامية الطلابية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، و مدير الأنشطة والبرامج في نادي تراث الإمارات، له العديد من المشاركات التطوعية، فهو عضو في جمعيات كثيرة منها: جمعية كشافة الإمارات، وجمعية إحياء التراث الشعبي، وجمعية الإصلاح، وجمعية المعلمين، وهيئة أبو ظبي الخيرية. وكان كذلك من بين المتطوعون ضمن الدفعة العسكرية الأولى أثناء غزو العراق للكويت.
بسبب نشاطه الاجتماعي، أصبح الأستاذ ابراهيم المرزوقي هدفا للمضايقة والترهيب من الحكومة الإماراتية بعد توقيعه على عريضة الإصلاح المعروفة باسم عريضة ” 3 مارس”، ففي 4 ديسمبر 2011 صدر أمر بسحب جنسية الدولة عن إبراهيم المرزوقي، بدعوى القيام بأعمال تهدد الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.
اعتقاله ومحاكمته
في 26 مارس 2012، اعتقلت قوات الأمن الإماراتي الأستاذ ابراهيم المرزوقي داخل إدارة الجوازات، بدون مذكرة اعتقال قانونية، وبقي المرزوقي في الإخفاء القسري من أغسطس 2012 الى مارس 2013.
إبان اعتقاله، تعرض الأستاذ المرزوقي أثناء اعتقاله من قبل قوات الأمن، للممارسات المهينة . فقد تم وضعه في الحبس الانفرادي بدون سرير أو غطاء، وتم منعه من الزيارة ومقابلة المحامي.
تواصلت هذه الممارسات أثناء فترة الاحتجاز، وكانت متمثلة بالأساس في تمديد فترة الحجز التحقيق لفترة طويلة وبصورة متكررة دون داع قانوني، مع رفض طلب إخلاء سبيل المعتقل بكفالة وتعمد السلطات الإمارتية التأثير على الرأي العام بنشر المغالطات ، علاوة على ذلك تواصلت أثناء التحقيقات ، مظاهر الإكراه والمتمثلة في الحبس الانفرادي والإضاءة الليلة ومصادرة الأغراض الشخصية.
وطالت هذه الممارسات الحرمة الجسدية للمرزوقي حيث تم ضربه بخرطوم مياه طويل على جسده، ووخزه بالمسامير، و توقيفه لفترات طويلة من الساعة 8 صباحاً إلى 12 بعد منتصف الليل تحت جهاز التكييف البارد، رغم العلم بمعاناة الضحية من آلام في الظهر.
في 2 يوليو 2013، حكمت المحكمة الاتحادية العليا في أبو ظبي على 56 شخصًا، من بينهم الأستاذ ابراهيم المرزوقي، بالسجن 10 سنوات مع 3 سنوات إضافية للمراقبة. وكان قد مُثل أمام المحكمة كأحد أفراد المجموعة التي باتت تُعرف بمجموعة “الإمارات 94”.بتهمة الانتماء إلى تنظيم سري غير مشروع.
انتهاكات
عرفت محاكمة ابراهيم المرزوقي انتهاكات قانونية بالجملة ، تمثلت في غياب الأدلة المادية للتهم الموجهة ضده وحرمان المعتقل من حقه في التمثيل القانوني، وهو ما عبرت عنه المنظمات الحقوقية في تقارير بالمخيبة للآمال، كدليل على التراجع المأساوي للحقوق والحريات العامة في الإمارات وذلك بتعمدها استخدام المحاكمات السياسية ضد المعتقلين والتقاضي أمام المحكمة الإتحادية غير القابلة للإستئناف، أين تم رفض التحقيق في الإعتداءات الجسدية والمعنوية التي طالت المرزوقي ومجموعة أخرى من المعتقلين وانتزاع الإعترافات تحت التعذيب.
استمرت الأنتهاكات في حق المرزوقي داخل سجن الرزين، أين يقضي أغلب فترة حبسه في السجن الإنفرادي دون وجود تهوية مع غياب الرعاية الصحية وتردي الوضع الغذائي، بالإضافة إلى مواصلة منعه من الزيارة والإتصال بأهله لفترات متباعدة.
السجن في جريمة إرهابية وسحب الجنسية كان جزاء مربي الأجيال ابراهيم المرزوقي الذي كان لا يرجو من مشاركته في الإصلاح إلا الارتقاء بمنزلة وطنه نحو الأفضل.