الإمارات: العيد في السجن…معتقلات رأي يقضين عيدا آخر خلف القضبان

تقضي كل من المعتقلة أمينة العبدولي ومريم سليمان البلوشي عيدا جديدا لهما خلف قضبان السجون الإماراتية في ظل ظروف سيئة جدا تتعرضان فيها لسوء المعاملة و التنكيل بينما يصدر عفو رئاسي بمناسبة العيد عن مجموعة من السجناء. مضت الآن خمس سنوات منذ صارت العبدولي والبلوشي تقضيان العيد في سجن الوثبة بالإمارات وهما تقضيان حكما بالسجن خمس سنوات بتهمم تتعلق بالنشاط الخيري وحرية التعبير. 

رغم أن الدولة تصدر أوامر عفو في المناسبات الدينية والوطنية الا أنها تستثني في كل مرة معتقلي ومعتقلات الرأي وهم الأحق بهذا العفو لأنهم سجنوا دون ارتكاب جريمة سوى أنهم مارسوا حقهم في الدفاع عن الحقوق والحريات والانتصار للقضايا العادلة والقيام بالنشاط الخيري. 

تمر الأعياد والمناسبات السعيدة مرور الكرام على معتقلي الرأي بسبب حرمانهم من حريتهم وفي ظل الانتهاكات غير المسبوقة التي يتعرضون لها منذ اعتقالهم ومحاكمتهم محاكمات جائرة افتقرت لكل معايير المحاكمات العادلة وصدور أحكام قاسية بحقهم بتهم تتعلق حرية التعبير والدفاع عن الحقوق. وسط ممارسات تعسفية، يقضي المعتقلون عيد الفطر حيث التنكيل سيد الموقف في السجون بين سوء المعاملة والإهمال الطبي والتعذيب والحرمان من أبسط الحقوق وقد أفضت هذه الممارسات الى تدهور حالتهم الصحية والاضراب عن الطعام وأخطر من هذا  فقد أدت الى وفاة معتقلة واقدام أخرى على محاولة الإنتحار. 

المعتقلة أمينة العبدولي لم تعانق أولادها الخمسة

صورة أخرى لمعاناة المعتقلة أمينة العبدولي هي حرمانها من ان تتشارك مع أولادها فرحة العيد وفوق ذلك تتعرض للتضييق أثناء الزيارات حيث لا تستطيع رؤية أطفالها الخمسة مباشرة خلال الزيارة حيث تضطر لرؤيتهم من خلف الحاجز دون القدرة على معانقتهم ويسمح لها فقط بالتواصل معهم ومع العائلة بالهاتف الموجود خلال الزيارة وهذا يعدّ شكلا من أشكال التعذيب النفسي الذي لا يقل خطورة على التعذيب الجسدي. وكانت العبدولي في تسجيل مسرب من سجن الوثبة قد اشتكت من هذا الانتهاك ومن بعدها عن أولادها وعدم قدرتها حتى على الاتصال بهم بشكل دائم خارج وقت الزيارة. 

كما أنه في 30 يوليو 2019، أي قبل عام من موعد الإفراج المفترض عن أمينة العبدولي، تم إبلاغها بتفعيل قضية جديدة ضدها، بتهمة الإساءة للدولة بسبب رفض التعاون وتسجيل اعترافات لبثها في الاعلام المحلي.

وكانت العبدولي قد وجهت نداء استغاثة لمنظمة العفو الدولية (أمنيستي) وكل المنظمات الحقوقية قائلة “أوجه نداء استغاثة إلى منظمة العفو الدولية وجميع منظمات حقوق الإنسان بالتدخل للإفراج عنا ولم شملي بأولادي الخمسة، خاصة بعد الجائحة العالمية وباء كورونا”. 

تعرضت أمينة العبدولي إلى الإخفاء القسري لأكثر من سبعة أشهر وبقيت في سجن الامن السري حتى تاريخ 30 يونيو 2016 ، أي بعد 3 أيام من الجلسة الأولى لمحاكمتها في المحكمة الاتحادية العليا ، المحكمة من درجة واحدة غير قابلة للاستئناف. ولم يتم السماح لها إلا باتصال واحد بأسرتها طيلة هذه الفترة. وفي 31 من أكتوبر 2016، حكمت المحكمة الاتحادية العليا في أبو ظبي على أمينة العبدولي، بالسجن 5 سنوات وغرامة مالية مقدارها  500 ألف درهم إماراتي، ومصادرة أجهزتها الإلكترونية وغلق بريدها الإلكتروني، وذلك بتهمة “إنشاء وإدارة حسابين الكترونيين بغرض الترويج لتنظيم إرهابي”.

مريم سليمان البلوشي…عيد بعيد عن عائلتها للعام الخامس 

تحرم السلطات الاماراتية الناشطة مريم البلوشي من مشاركة فرحة العيد مع افراد عائلتها للعام الخامس قامت باستثنائها من العفو الذي صدر مؤخرا في حق سجناء بمناسبة عيد الإضحى. 

عانت مريم البلوشي من الاختفاء القسري في جهاز  الأمن السري حتى تاريخ 12 من أبريل 2016 ،نقلت بعدها إلى سجن الوثبة قبل ان يبدأ مشوار محاكماتها.عرضت البلوشي على المحكمة مرتين الأولى  في محكمة الاستئناف الاتحادي في أبوظبي في 24 كتوبر   2016  والثانية في فبراير 2017 ليصدر الحكم بسجنها خمس سنوات، وتقول البلوشي إن المحامي نفى جميع التهم لغياب الأدلة وأخبر القاضي أن الأقوال والاعترافات أخذت تحت الضغط والتعذيب. ولكن القاضي نفى التعذيب من غير أن يعرضها على الطب الشرعي وحكم عليها بالسجن خمسة أعوام. ولم تحضر عائلتها ومحاموها الخاصون الجلسة لعدم علمهم بموعدها.

تنتهي محكومية مريم البلوشي في 19 نوفمبر 2020 ومازلت المنظمات الحقوقية، بما فيها مركز الإمارات لحقوق الإنسان، تدعو إلى الإفراج عن السجينة وعدم تعريض حياتها للخطر خاصة وأن محكوميتها قد شارفت على الانتهاء.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى