رغم انتهاء محكوميته…معتقل الرأي سعيد البريمي رهن الاعتقال التعسفي لأكثر من عامين
اعتقال تعسفي رغم انقضاء المحكومية
ترفض السلطات الإماراتية الافراج عن معتقل الرأي سعيد عبد الله البريمي بعد انقضاء فترة محكوميته منذ أكثر من عامين وذلك تحديدا في 26 مارس 2018 ويأتي هذا التمديد في الحبس بما تسميه السلطات “مراكز مناصحة” تحت ذريعة “الخطورة الإرهابية” دون سند قانوني واضح ومحدد ودون سقف زمني ودون تمكينه من الحق في الطعن ضد القرار. يعتبر هذا الاجراء جريمة أخرى بحق البريمي بعد ان قضى 5 سنوات في السجن بسبب ممارسة حرية التعبير والمطالبة بالاصلاح بشكل سلمي وهي حقوق مشروعة وليست جريمة.
تقدم السلطات تفسيرا لتمديدها اعتقال الحوسني ب“الخطورة الإرهابية” وفقًا للمادة 40 من القانون رقم 7 لسنة 2014 بشأن الجرائم الإرهابية وهو ما يسمح بتمديد حبسهم إلى أجل غير مسمى. إذ تنص المادة 40 (1) من قانون مكافحة الإرهاب على أنه “تتوفر الخطورة الإرهابية في الشخص إذا كان متبنيا للفكر المتطرف أو الإرهابي بحيث يُخشى من قيامه بارتكاب جريمة إرهابية”.
لكن تبقى هذه المادة وغيرها من قانون “مكافحة الارهاب” فضفاضة ولا تحدّد الخطورة الإرهابية بشكل واضح مما يؤكد أن هذا الاعتقال هو تعسفيّ.يجدر الذكر أن الحوسني ليس وحده في هذا الاجراء القمعي حيث يقبع أكثر من عشرة معتقلي الرأي اخرين في “مراكز المناصحة” بسجن الرزين رغم انقضاء فترة محكومياتهم كاملة منذ فترات بين 8 أشهر و3 سنوات.
اعتقاله ومحاكمته
المعتقل سعيد عبد الله البريمي، عمره 46 عاماً، متزوج وأب لسبعة أبناء، رجل تعليم وتربية وشغل مدير الاتصال المؤسسي بمواصلات الشارقة. كان من المؤيدين لعريضة 3 مارس للإصلاح التي أطلقها نخبة من أبناء الإمارات تضم أكادميين ومحامين وقضاة ومعلمين ونشطاء وطلاب جامعات وغيرهم وقد قوبلت بقمع شديد من السلطات الإماراتية وأدت لاعتقال العشرات.
اعتقل البريمي في 26 مارس 2013 وتعرض للاختفاء القسري في مكان سرّي لمدة تسعة أشهر تعرض خلالها للتعذيب وسوء المعاملة ثم حكم عليه بحكم نهائي لا يقبل الطعن في 2 مارس 2014 من قبل المستشار القاضي فلاح الهاجري رئيس دائرة أمن الدولة بالمحكمة الاتحادية العليا بالسجن مدة خمس سنوات ومصادرة مبلغ وقدره 150 ألف و 151 درهم من منزله.
قضى البريمي خمس سنوات من عمره في سجن الرزين سيء السمعة والملقب “بغوانتانامو الإمارات”، وخلال فترة اعتقاله تعرّض لمضايقات وانتهاكات وقد تم حرمانه من صلاة الجمعة جماعة لمدة سنة وعند وفاة والده بتاريخ 8 مارس 2016 رفضت السلطات الإماراتية السماح للبريمي بالخروج بشكل مؤقت لحضور الجنازة وتلقي عزاء والده.