ناصر بن غيث … خمس سنوات من الاعتقال بسبب “تغريدة”

في 18 من شهر أغسطس تمرّ الذكرى الخامسة لاعتقال الأكاديمي والحقوقي الإماراتي الدكتور ناصر بن غيث الذي اعتقل في مثل هذا اليوم من سنة 2015 على يد قوات جهاز الأمن الإماراتي وتعرض للاختفاء القسري لمدة تقارب 9 أشهر تعرض خلالها لانتهاكات عديدة. كان اعتقال ببن غيث هو نتيجة لممارسة حقه في حرية التعبير والدفاع عن حقوق الإنسان بشكل سلمي.

بهذه المناسبة، يُجدد مركز الإمارات لحقوق الإنسان مطالبته للسلطات الإماراتية بالإفراج الفوري عن ناصر بن غيث كما يعبر عن مخاوفه بشأن الوضع الصحي للدكتور بن غيث خاصة وأنه كان قد خاض اكثر من اضراب عن الطعام بسبب سوء المعاملة والإهمال الطبي المتعمد ضد المعتقلين في سجن الرزين سيء السمعة. 

بقي الدكتور بن غيث مختفيا قسريا وبمعزل عن العالم الخارجي لمدة عام تقريبا حرم كما أنه لم يقابل المحامي وقد اشتكى عند عرضه على المحكمة  في 4 نيسان / أبريل 2016 من تعرضه للتعذيب والضرب في الاعتقال والحرمان من النوم لمدة تصل إلى أسبوع.

في 29 مارس/آذار 2017، حكم على الدكتور ناصر بن غيث بالسجن لمدة 10 سنوات بموجب قانون الجرائم الإلكترونية وقانون مكافحة الإرهاب لعام 2014، وذلك على خلفية تغريدته حول انتهاكات السلطات المصرية لحقوق الإنسان وأيضا لانتقاده تسييس السلطة القضائية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وكانت لإدانته أيضا صلة بلقاءاته خارج البلاد مع المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين السياسيين. 

تعرّض بن غيث كغيره من معتقلي الرأي في السجون الإماراتية الى محاكمة غير عادلة وسوء المعاملة بغاية التنكيل به وقد دفعه ذلك الى الاضراب عن الطعام أكثر من مرة ليعبر عن رفضه للحكم الصادر بحقه وللاحتجاج على ظروف اعتقاله وكل ما يتعرض له داخل السجن. 

وتعمدت إدارة سجن الرزين حرمان بن غيث من تناول دواء ارتفاع ضغط الدم ولم تؤمن له الرعاية الطبية الواجبة خاصة وهو يعاني من مشاكل صحيّة بسبب تعرضه للإخفاء القسري وللتعذيب ولسوء المعاملة ولسجنه في سجن انفرادي في خرق للمعايير الدولية الدنيا للاحتجاز وللقانون الاتحادي بشأن المنشآت العقابية.

لم تبدِ السلطات الإماراتية أي تفاعل مع الدعوات والمناشدات الدولية التي تلقتها حول قضية بن غيث ولم تحقق في أي من الانتهاكات التي تعرّض لها، وخاصة التعذيب وسوء المعاملة وانعدام شروط العدالة في محاكمته فقد تعرض الدكتور بن غيث لحرمان واسع لحقوقه القانونية.

ان مركز الإمارات لحقوق الإنسان يستنكر بقاء الدكتور ناصر بن غيث رهن الاعتقال الى اليوم معتبرا أن السنوات الخمس التي أمضاها في السجن تدل بوضوح على تعمد السلطات الاستمرار في نهج القمع للحريات وحقوق الانسان وانعدام احترامها لأي من المواثيق الدولية. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى