حقوق الإنسان في الإمارات بين الانتهاك وإخراس المدافعين عنها

قالت الكاتبة ميشيل وازان: «إن الإمارات أصبحت دولة تمارس التعذيب ضد المحتجَزين لدى سلطاتها بشكل منهجي واسع النطاق، ووفقاً لبعض الحالات التي تثير الإزعاج ووثقتها منظمات حقوق الإنسان، فإن الإمارات تعامل المحتجَزين بشكل غير آدمي بما في ذلك التعذيب المتواصل».

 

قالت الكاتبة ميشيل وازان: «إن الإمارات أصبحت دولة تمارس التعذيب ضد المحتجَزين لدى سلطاتها بشكل منهجي واسع النطاق، ووفقاً لبعض الحالات التي تثير الإزعاج ووثقتها منظمات حقوق الإنسان، فإن الإمارات تعامل المحتجَزين بشكل غير آدمي بما في ذلك التعذيب المتواصل».
وأضافت الكاتبة، في مقالها على موقع «ميدل إيست آي»: «إنه في إحدى الحالات التي وثّقت، اعتقلت سلطات أبوظبي مواطناً ووجّهت له تُهم الانضمام لمنظمة إرهابية، وتعرّض الرجل لأعمال تعذيب رهيبة، اضطر معها لإجراء خمس عمليات لإصلاح الضرر الجسدي الذي لحق به. فإلى جانب الضرب التي تعرض له، فإن ضباط الأمن الإماراتيين انتزعوا جزءاً من فروة رأسه، وعرّضوه لاعتداء جنسي سبّب له أضراراً خارجية وداخلية».
ولفتت الكاتبة إلى الحالة الشهيرة في هذا الشأن، وهو الناشط والمدافع عن حقوق الإنسان البارز في الإمارات أحمد المنصوري، والذي احتجزته سلطات أبوظبي انتقاماً لنشاطه في مكان غير معلوم.
ووسط أنباء عن حبس المنصوري في زنزانة انفرادية منذ خطفه، فإن نشطاء حقوق الإنسان يخشون من أنه ربما يكون قد تعرّض للتعذيب عقاباً له على تجرؤه، لكي تجبره السلطات على الاعتراف «بجرائم لم يرتكبها».
تشير الكاتبة إلى أن التعذيب ليس بالضرورة أن يكون جسدياً، فإن أفعال الإمارات ترقى إلى التعذيب -بحسب خبراء الأمم المتحدة- بوسائل مثل الاختفاء القسري والحبس السري وحرمان المتهم من الاتصال بعائلته، وهي أشكال من وسائل التعذيب.
وأكدت الكاتبة أن التعذيب النفسي والجسدي الذي تتبعه السلطات الإماراتية ضد نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين، بالتوازي مع القمع الواسع للحريات الأساسية، قد يساهم في إضعاف كبير للمجتمع المدني الإماراتي الذي يعاني ضعفاً بالأساس.
تقول الكاتبة إن «الإمارات لم تتساهل يوماً مع النقد الموجَّه لها بخصوص استخدام التعذيب، وقد وظّفت عدة طرق، مثل التهديدات والاحتجاز القسري والمحاكمات الظالمة؛ لإخراس كل من يرفض ممارساتها القمعية ضد الإنسان. هذه الوسائل والطرق استُخدمت مراراً ضد كل من أحمد منصور، وكذلك ناصر بن غيث وهو اقتصادي إماراتي وناشط حقوق إنسان حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بسبب سلسلة تغريدات، فضلاً عن سجن عدد آخر من المعارضين السلميين».
وتحدثت الكاتبة عن الناشط أسامة النجار الذي سُجن وتعرّض للتعذيب، لأنه عبّر عن رفضه العلني للتعذيب الذي يتعرّض له والده والمدافعون عنه في قضية معروفة باسم «محاكمة الإمارات 94»، وذلك عام 2013، وهي أكبر محاكمة جماعية تشهدها الدولة الخليجية.
في هذه المحاكمة، استهدفت السلطة 94 ناشطاً حقوقياً ومنتقداً للحكومة، بمن فيهم قضاة ومعلمون وطلاب ومحامون، كلهم حوكموا بسبب مزاعم محاولة قلب نظام الحكم.
هذه المحاكمة لاقت إدانات كثيرة من منظمات دولية؛ لأنها غير عادلة ويُنظر إليها باعتبارها مشوبة بانتهاكات الحقوق الدولية للمحاكمات العادلة. فقد اختطفت السلطات أسامة النجار وضربته قبل احتجازه في مكان غير معلوم، تعرّض فيه لضرب مستمر على وجهه وأذنه وأجزاء أخرى من جسده، ثم حوكم وسُجن لمدة ثلاث سنوات لنشاطه الحقوقي.
تقول الكاتبة: «إن سلطات الإمارات لا تكتفي فقط بإنكار تلك الاتهامات وقمع من يفضحها، بل ترفض تنفيذ واحترام الالتزامات المفروضة عليها، والتي وافقت عليها طواعية عندما وقّعت ميثاق «المؤتمر ضد التعذيب» الذي عُقد عام 2012».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى